جديدُ الدُّكتور فارس عيد، من ضمن "مجموعة نظريَّة التَّأثير النِّسبيَّة"، بعد "الحقيقة والخيال في السِّحر وقراءة الغيب وتحضير الأرواح – الإيمان"، و"دورُ الأثَر والتَّذكُّر في نُشوء الإنسان وفي تصرُّفاته الخاصَّة والعامَّة"، و"مُخَيَّرون أم مُسَيِّرون، أو مفهومُ الحرِّيَّة من خلال نظريَّة التَّأثير النِّسبيَّة"، كتابٌ جديدٌ عن دار نعمان للثَّقافة بعنوان "حقيقة الكون كما لم نعرفها من قبل". ويُقسَمُ الكتابُ إلى ثلاثة أبواب: في الوجود، حقائق، في الكون، بالإضافة إلى المقدِّمة والخاتمة.
يقول الأديب ناجي نعمان في الكتاب وصاحبه تحت عنوان "لا نسألَنَّ كيف وُجِدَ الكَونُ، أو ماذا كانَ قبلَه، أو ماذا سيكونُ بَعدَه! ولا حياةَ في الكَون إلاَّ على الأرض":
"تهدفُ مجموعةُ كتب "نظريَّة التَّأثير النِّسبيَّة" للدُّكتور الصَّديق فارس عيد إلى توعية القارئ على بعض أسرار الوجود الَّتي لم يَجدِ العُلماءُ، بَعدُ، توضيحًا لها، أو منفذًا للوصول إلى حَيثيَّاتها. فالدُّكتور عيد، بالبِناء على النَّظريَّة المذكورة، يُقَدِّمُ تفسيرًا لهذه الأسرار؛ وهو، في هذا الكتاب، وفي هذا الصَّدَد، يكشفُ النّقابَ عن بعض الحقائق الَّتي تسودُ الكَونَ، والَّتي بقيَت ألغازًا عند النَّاس، وبخاصَّةٍ عند العُلماء المُتَخَصِّصين في هذا المَجال.
"ويُعالجُ الدُّكتور عيد الموضوعَ بمنهجٍ جديدٍ لا يرتكزُ على العِلم والتِّقانيَّة (التِّكنولوجيا) الحديثة فحَسب، وإنَّما يرتكزُ، أيضًا، على المنطِق الَّذي تُرسيه نظريَّةُ التَّأثير النِّسبيَّة. وقد جاءَتِ النَّتيجةُ تَصَوُّرًا واضِحًا للكَون، أجابَ فيه "فارسُ التَّأثير النِّسبيّ" عن معظم التَّساؤلات الَّتي تشغلُ بالَ كلٍّ منَّا.
"فالكَون لا يُمكنُ أن يستوعبَه عقلٌ بشريّ، لا لأنَّه واسِعٌ ومُتَرامي الأطراف، بل لاستِحالة رؤيته من الخارج، لأنْ لا خارجَ له! وكلُّ ما استطاعَه الإنسانُ، وما سيستطيعُ تحقيقَه، في هذا المَجال، هو اختِراقُ بعض أجزاء الكَون القريبة من الكوكب الَّذي يعيشُ عليه: الأرض.
"وعليه، فالكَونُ لا يُمكنُه أنْ يؤثِّرَ ككلٍّ، وبالتَّالي، لا يُمكنُه أن يوجدَ لشيءٍ خارجَه، إذ لا شيءَ خارجَه، ولا حدودَ له، إذ إنَّ الحدودَ تفصلُه عن شيءٍ آخر، ولا شيءَ آخَرَ في مُحاذاته، وإذا وُجدَ مثلُ هذا الشَّيء غدا جُزءًا منه، أي جُزءًا من الكَون. فعبثًا نحاولُ البحثَ عن صفات الكَون، كالقول، مثلاً، إنَّه محدودٌ، أو كُرويُّ الشَّكل، أو له غلافٌ، أو ما شابَهَ ذلك. كما أنْ لا بدايةَ زمنيَّةً للكَون، ولا نهاية؛ فهو أزليٌّ، وإنَّما في تغييرٍ مستمرّ. فلا نسألَنَّ، إذًا، كيف وُجِد، أو ماذا كانَ قبلَه، أو ماذا سيكونُ بعدَه!
"ويجزمُ الدُّكتور عيد، إلى ما سبَق، أنْ لا حياةَ في الكَون إلاَّ على الأرض. وقد سارَ في اتِّجاهَين مختلِفَين للوصول إلى هذا الاستِنتاج: الأوَّل يقومُ على الفرضيَّة والاحتِمال، والثَّاني على مَنطق التَّطوُّر، وبخاصَّةٍ، على مَنطق تطوُّر الحياة. فتطوُّرُ الحياة مَرَّ على الأرض بمراحلَ متعدِّدة يصعبُ أنْ يمرَّ بها على كوكبٍ آخَر، في التَّعاقب الزَّمنيِّ عَينه، والظُّروف ذاتها. ويقول: إنْ لم توجَدِ الحياةُ إلاَّ في بقعةٍ صغيرةٍ من الأرض، ولم توجَدْ في كلِّ بقاعها، مع العِلم أنَّ الظُّروفَ والمراحلَ مُتَشابهةٌ في كوكبنا، فكيف لها أن توجَدَ على كوكبٍ آخَرَ حيث الظُّروفُ مختلِفةٌ تمامَ الاختِلاف؟"
وأمَّا الدّكتور عيد فمن مواليد بلدة مزرعة الضَّهر (الشُّوف – لبنان) عامَ 1940، متأهِّل، وله أربعة أولاد. حائزٌ إجازةً في العلوم الفيزيائيَّة من كلِّيَّة العلوم في الجامعة اللُّبنانيَّة (1962)، فدكتوراه في الاختِصاص عَينه من جامعة السُّربُنّ بباريس (1966). أستاذ مادَّة الفيزياء في الجامعة اللُّبنانيَّة بين عامَي 1966 و2005، رَئِسَ قسمَ العلوم والرِّياضيَّات في كلِّيَّة التَّربية لأكثر من عشرة أعوام، ومثَّلَ الأساتذة في الكلِّيَّة المذكورة لأكثر من عشرة أعوام. ويُعتبَرُ عيد أوَّل مَن ألَّفَ وأصدرَ كتبَ فيزياء للصُّفوف الثَّانويَّة مُطابِقَة للبرامج الوطنيَّة (منذ 1967). أطلقَ "نظريَّة التَّأثير النِّسبيَّة" في حقل الماورائيَّات وعلم النَّفس، وله، فيها، عدَّة مؤلَّفات.